إنها تسير اليوم مرفوعة الرأس معتدة... فخورة .. لم تعد تبالى بنظرات الناس ... تنظر للحياة بمنظار وردي جميل .. كانت غسالة تعمل فى البيوت.. إنها أم محمود يعرفها جميع أهالى الحى .. ويعرفون قصتها جيداً ولذلك كانوا يشفقون عليها ويطلبونها تعمل فى بيوتهم.. لقد إستشهد زوجها البطل فى أحد معارك الشرف ولم يبق عائل لطفلها الصغير سواها ...علمتها الأقدار كيف تكافح.وتصبر.. وتصمد فى معركة البقاء ..
لا يعيبها ولا يخجلها العمل فى البيوت .. كانت كل يوم تعود الىبيتها الصغير المتهالك المبني من الصفيح والذى تاكلت الواحه الصدئه فما عاد يخفى المستور... منهكة القوى لتوفر لها ولطفلها لقمة عيش لاتكاد تشبع جوعه ..
مرت الأيام وشبابها يذوى .. لكن الأمل للغد المشرق القادم من بعيد لم يفقدها يوما بقية حيويه كانت فيها تحرث الارض بالطول والعرض كما يقولون....
وترعرع الطفل وأصبح شاباً بطلا تسمع عنه كما اهل الحي اخبارا عظيمه ...وها قد جاء اليوم الذى فيه تسير معتده ..فخوره مرفوعة الراس والقامه .. إنه أسعد أيام حياتها.. فهى ذاهبة إلأن لمعبر الحدود لتنتظر أملها وفتاها .. لقد تخرج بالأمس في الكلية الحربية من إحدى الدول المجاورة.. وأصبح اليوم ضابطاً شابا... سيعرف كيف ينتقم لوالده ولوطنه واطفال حيه.. لاحت له من بعيد ابتسامه امه من خلال وجه مجعد انهكته السنيين إغرورقت عينا ام محمود بالدموع والامل والشوق يزغرد فى عيناها وهى تلمح تلك البشره السمراء التى لفحتها الشمس... بشره محمود الجديده وهو يجلس بثقه لا حدود لها فى سياره التاكسى القادمه من بعيد ......
منقول
سلام